[size=24] [size=24]
[size=24]
عُــروبَــة[/size]
شعر دكتور : محمد بكر / محمد سلمي
في ذكرى معارك 67 ونصر العاشر من رمضان 1973م
عُروبةُ قد شغلتُ بها خيالي
بقنطرة على شط القنالِ
جلسنا تحت أشجارٍ تُهادي
كؤوسَ عصيرِ فاكهةٍ زلالِ
وأغصانٍ محدبةٍ علينا
ترفُّ على بساطٍ من ظِلالِ
تربع حبُّها في صرح قلبي
مصونةُ تُرْتَجَى في كل حالِ
تريك إذا تبدت وجهَ بدر
وتسمو للعلا أختُ الرجالِ
إذا هتف الفؤادُ لها هتافاً
فقد هتف الفؤادُ إلى جمالِ
وفودُ الشوقِ ترحل كلَّ يومٍ
إلى عتبات أقوامٍ عوالي
يهابُ الريحُ أن يسفو قريباً
من العرصاتِ حباتِ الرمالِ
لقد عصف العزول بصرح حبي
فأضحى ما نعيشُ إلى زوالِ
فلا بعدٌ سيطفئ نار شوقي
ولا قرب يطاوع في الظلالِ
عروبة قد أحال الشوقُ منا
حبيبين افترقنا في الحلالِ
أودع عاشقي من غير شوق
كنكسة من يسير على الحبالِ
وكنت أحبها وأهيم فيها
فأصبح حالنا لا لا أبالي
فلا أرض تقل ولا سماء
غريم القلب مقطوع الوصالِ
وكنت أهيم في شطحات فكري
هل استنزافُ قطَّاعِ الحبالِ
سيرأب صدع قلبي أو سيشفي
أنينَ الروحِ من مرضٍ عُضَالِ
لقد فُجِعَت عُروبةُ من عبيدٍ
خنازيرٍ قرودٍ بل سحالي
وصام بمهجتي حبي وعشقي
وقد حكم العزولُ بالاعتزالِ
إذا عصف العزول بصرح حبي
بقوة غادر بالكفر صالِ
فبالأسباب أعلو فوق فرعٍ
إذا الإيمانُ عمَّ على الفعالِ
وفاجئني من الساداتِ صوتٌ
كتوم النبر في الأفعال عالِ
يردد في الفضا ألله أكبر
وجند الله تزأر في القنالِ
وأهدينا عُروبةَ ثوبَ عرسٍ
وكأسَ عصير فاكهةٍ زلالِ
فأفطر صائم الوجدان منه
وحلَّ العيدُ في عشرٍ خوالي