ظاهرة البرق والمطر
وتصويرها في الشعر العربي
عندما وصف الشاعر العربي المطر لم يكن وصفه مباشرا دون رؤية عميقة لأسرار الوجود فكان الشاعر يرسم في تصوره للمطر فكرا متحدا وصورا تأملية تصدر عن وحدة التراث والمعتقد تحكمت في صياغة عباراته فالشعراء الجاهليون كانوا ينظرون الى المطر المنثور من السماء باكبار وتقديس حيث رأوا فيه مادة الحياة التي خلق الله منها كل شيء كما راوا فيه سرا خفيا قادرا على قهر الجدب وبعث الخصب والرزق تتلقاه الشفاه الظمأى والصحراء المجدبة بشغف وقد تتبع الشعراء نزول المطر تتبعا غريبا فراقبوه بدقة ووصفوا برقه اللامع ورعده القاصف وسحبه الحافلة ورسموا صورا رائعة لمناظره وهو ينثال كاللؤلؤ من السماء ، قال النابغة الذبياني:
أصاح ِ ترى برقاً أريك وميضه * يضيء سناه عن ركام ٍ منضَدِ
ويقول ايضا:
أرقت واصحابي قعودٌ بربوةٍ لبرق ٍ تلألأ في تهامة لامع ِ
ويقول امرؤ القيس:
هل تأرقان لبرق ٍ بتُّ أرقبه * كما تكشف عنها البُلق اجلالا
وقال عبيد بن الابرص:
يامن لبرق ٍابيتُ الليل أرقبه * من عارض ٍكبياض ِ الصبح ِ لمّاح ِ
عدل سابقا من قبل د. محمد بكر سلمي في السبت أغسطس 22, 2009 12:26 am عدل 1 مرات