موشح أندلسي للوزير / أبي عبد الله ابن الخطيب شاعر الأندلس والمغرب لعصره ، قال :
جادك الغيث إذا الغيث همى
= يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما
= في الكرى أو خلسة المختلس
إذ يقود الدهر أشتات المنى
= ينقل الخطو على ما يرسم
زمراً بين فرادى وثنا
= مثلما يدعو الوفود الموسم
والحيا قد جلّل الروض سنا
= فثغور الزهر منه تبسم
وروى النعمان عن ماء السما
= كيف يروي مالك عن أنس
فكساه الحسن ثوباً معلما
= يزدهي منه بأبهى ملبس
في ليال كتمت سرّ الهوى
= بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها وهوى
= مستقيم السير سعد الأثر
وطر ما فيه من عيب سوى
= أنّه مّر كلمح البصر
حين لّذ الأنس شيئا أو كما
= هجم الصبح هجوم الحرس
غارت الشهب بنا أو ربما
= أثرت فينا عيون النرجس
أي شيءٍ لامرىء قد خلصا
= فيكون الروض قد مكّن فيه
تنهب الأزهار منه الفرصا
= أمنت من مكره ما تتقيه
فإذا الماء تناجى والحصى
= وخلا كّل خليل بأخيه
تبصر الورد غيوراً برما
= يكتسي من غيظه ما يكتسي
وترى الآس لبيباً فهما
= يسرق السّمع بأذني فرس
يا أهيل الحيّ من وادي الغضا
= وبقلبي سكن أنتم به
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا
= لا أبالي شرقه من غربه
فأعيدوا عهد أنس قد مضى
= تعتقوا عانيكم من كربه
واتقوا الله وأحيوا مغرما
= يتلاشى نفساً في نفس
حبس القلب عليكم كرما
= أفترضون عفاء الحبس
وبقلبي منكم مقترب
= بأحاديث المنى وهو بعيد
قمر أطلع منه المغرب
= شقوة المغرى به وهو سعيد
قد تساوى محسن أو مذنب
= في هواه بين وعد ووعيد
ساحر المقلة معسول اللمى
= جال في النفس مجال النفس
سدّد السهم وسمىّ ورمى
= ففؤادي نهبة المفترس
إن يكن جار وخاب الأمل
= وفؤاد الصبّ بالشوق يذوب
فهو للنفس حبيب أول
= ليس في الحبّ لمحبوب ذنوب
أمره معتمل ممتثل
= في ضلوع قد براها وقلوب
حكّم اللّحظ بها فاحتكما
= لم يراقب في ضعاف الأنفس
منصف المظلوم ممّن ظلما
= ومجازي البّر منها والمسي
ما لقلبي كلمّا هبت صبا
= عاده عيد من الشوق جديد
كان في اللوح له مكتتبا
= قوله: " إن عذابي لشديد "
جلب الهمّ له والوصبا
= فهو للأشجان في جهد جهيد
لاعج في أضلعي قد أضرما
= فهي نار في هشيم اليبس
لم يدع في مهجتي إلا ذما
= كبقاء الصبح بعد الغلس
سلّمي يا نفس في حكم القضا
= واعمري الوقت برجعى ومتاب
دعك من ذكرى زمان قد مضى
= بين عتبى قد تقضّت وعتاب
واصرفي القول إلى المولى الرضى
= ملهم التوفيق في أمّ الكتاب
الكريم المنتهى والمنتمى
= أسد السرج وبدر المجلس
ينزل النصر عليه مثلما
= ينزل الوحي بروح القدس
مصطفى الله سمىّ المصطفى
= الغني باللّه عن كلّ أحد
من إذا ما عقد العهد وفى
= وإذا مافتح الخطب عقد
من بني قيس بن سعدٍ وكفى
= حيث بيت النصر مرفوع العمد
حيث بيت النصر محمي الحمى
= وجنى الفضل زكي المغرس
والهوى ظل ظليل خيّما
= والندى هبّ إلى المغترس
هاكها يا سبط أنصار العلا
= والذي إن عثر الدهر أقال
غادة ألبسها الحسن ملا
= تبهر العين جلاء وصقال
عارضت لفظا ومعنى وحلى
= قول من أنطقه الحبّ فقال
" هل درى ظبي الحمى أن قد حمى
= قلب صبّ حلّه عن مكنس "
" فهو في خفقٍ وحرٍ مثلما
= لعبت ريح الصّبا بالقبس "
جادك الغيث إذا الغيث همى
= يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما
= في الكرى أو خلسة المختلس
إذ يقود الدهر أشتات المنى
= ينقل الخطو على ما يرسم
زمراً بين فرادى وثنا
= مثلما يدعو الوفود الموسم
والحيا قد جلّل الروض سنا
= فثغور الزهر منه تبسم
وروى النعمان عن ماء السما
= كيف يروي مالك عن أنس
فكساه الحسن ثوباً معلما
= يزدهي منه بأبهى ملبس
في ليال كتمت سرّ الهوى
= بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها وهوى
= مستقيم السير سعد الأثر
وطر ما فيه من عيب سوى
= أنّه مّر كلمح البصر
حين لّذ الأنس شيئا أو كما
= هجم الصبح هجوم الحرس
غارت الشهب بنا أو ربما
= أثرت فينا عيون النرجس
أي شيءٍ لامرىء قد خلصا
= فيكون الروض قد مكّن فيه
تنهب الأزهار منه الفرصا
= أمنت من مكره ما تتقيه
فإذا الماء تناجى والحصى
= وخلا كّل خليل بأخيه
تبصر الورد غيوراً برما
= يكتسي من غيظه ما يكتسي
وترى الآس لبيباً فهما
= يسرق السّمع بأذني فرس
يا أهيل الحيّ من وادي الغضا
= وبقلبي سكن أنتم به
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا
= لا أبالي شرقه من غربه
فأعيدوا عهد أنس قد مضى
= تعتقوا عانيكم من كربه
واتقوا الله وأحيوا مغرما
= يتلاشى نفساً في نفس
حبس القلب عليكم كرما
= أفترضون عفاء الحبس
وبقلبي منكم مقترب
= بأحاديث المنى وهو بعيد
قمر أطلع منه المغرب
= شقوة المغرى به وهو سعيد
قد تساوى محسن أو مذنب
= في هواه بين وعد ووعيد
ساحر المقلة معسول اللمى
= جال في النفس مجال النفس
سدّد السهم وسمىّ ورمى
= ففؤادي نهبة المفترس
إن يكن جار وخاب الأمل
= وفؤاد الصبّ بالشوق يذوب
فهو للنفس حبيب أول
= ليس في الحبّ لمحبوب ذنوب
أمره معتمل ممتثل
= في ضلوع قد براها وقلوب
حكّم اللّحظ بها فاحتكما
= لم يراقب في ضعاف الأنفس
منصف المظلوم ممّن ظلما
= ومجازي البّر منها والمسي
ما لقلبي كلمّا هبت صبا
= عاده عيد من الشوق جديد
كان في اللوح له مكتتبا
= قوله: " إن عذابي لشديد "
جلب الهمّ له والوصبا
= فهو للأشجان في جهد جهيد
لاعج في أضلعي قد أضرما
= فهي نار في هشيم اليبس
لم يدع في مهجتي إلا ذما
= كبقاء الصبح بعد الغلس
سلّمي يا نفس في حكم القضا
= واعمري الوقت برجعى ومتاب
دعك من ذكرى زمان قد مضى
= بين عتبى قد تقضّت وعتاب
واصرفي القول إلى المولى الرضى
= ملهم التوفيق في أمّ الكتاب
الكريم المنتهى والمنتمى
= أسد السرج وبدر المجلس
ينزل النصر عليه مثلما
= ينزل الوحي بروح القدس
مصطفى الله سمىّ المصطفى
= الغني باللّه عن كلّ أحد
من إذا ما عقد العهد وفى
= وإذا مافتح الخطب عقد
من بني قيس بن سعدٍ وكفى
= حيث بيت النصر مرفوع العمد
حيث بيت النصر محمي الحمى
= وجنى الفضل زكي المغرس
والهوى ظل ظليل خيّما
= والندى هبّ إلى المغترس
هاكها يا سبط أنصار العلا
= والذي إن عثر الدهر أقال
غادة ألبسها الحسن ملا
= تبهر العين جلاء وصقال
عارضت لفظا ومعنى وحلى
= قول من أنطقه الحبّ فقال
" هل درى ظبي الحمى أن قد حمى
= قلب صبّ حلّه عن مكنس "
" فهو في خفقٍ وحرٍ مثلما
= لعبت ريح الصّبا بالقبس "
عدل سابقا من قبل د. محمد بكر سلمي في الجمعة أغسطس 14, 2009 11:55 pm عدل 1 مرات