البلاغة والنقد
معني البلاغة :
البلاغة مشتقة من كلمة ( بلغَ ) ، التي تعني الوصول إلي النهاية ، فهي تعني في اللغة : إيصال المعني كاملا إلي ذهن القارئ والسامع .
وإذا ربطنا بين علوم البلاغة والعناصر الأساسية للعمل الأدبي وجدنا لماذا انقسمت البلاغة إلي ثلاثة علوم - كل علم منها يختص بركن أو عنصر من عناصر الأسلوب كالآتي :
1 - علم المعاني : ويختص بعنصر المعاني والأفكار ، فهو يرشدنا إلي اختيار التركيب اللغوي المناسب للموقف ، كما يرشدنا إلي جعل الصورة اللفظية أقرب ما تكون دلالة على الفكرة التي تخطر في أذهاننا ، وهو لا يقتصر على البحث في كل جملة مفردة على حدة ، ولكنه يمد نطاق بحثه إلي علاقة كل جملة بالأخرى ، وإلي النص كله بوصفه تعبيرا متصلا عن موقف واحد ، إذ أرشدنا إلي ما يسمي : الإيجاز والإطناب ، والفصل والوصل حسبما يقتضيه الموقف .
2 - علم البيان : ويختص بعنصَريْ العاطفة والصور الخيالية معاً - لأن الخيال وليد العاطفة ، وقد سمي علم البيان لأنه يساعدنا على زيادة تبيين المعني وتوضيحه وزيادة التعبير عن العاطفة والوجدان ، باستخدام التشبيهات والاستعارات وأنواع المجازات .
3 - البديع : ويختص بعنصر الصياغة ، فهو يعمل على حسن تنسيق الكلام حتي يجيء بديعا ، من خلال حسن تنظيم الجمل والكلمات ، مستخدماً ما يسمي بالمحسنات البديعة - سواء اللفظي منها أو المعنوي .
***********
علوم البلاغة وعناصر الأسلوب
* علم المعاني : يختص بالمعاني والأفكار
* علم البيان : يختص بعنصري العاطفة والصور الخيالية .
* علم البديع : يختص بتنسيق الصياغة وتجميل الأسلوب
**********
الفروق بين النقد والبلاغة :
1 - وهذه العلوم الثلاثة للبلاغة هي علوم جمالية يستفيد منها الأديب قبل إنشاء النص ، وتنتهي مهمتها عند الانتهاء من كتابته ، فالبلاغة علم تعليمي - يعلمنا كيف نعبر عن المعاني تعبيراً محددا لها - وكيف نريد من تبيين المعني والعاطفة وكيف ننسق الأسلوب والصياغة .
2 - أما النقد الأدبي فهو علم وصفي ، فهو يتضمن أصولاً وقواعد نقدية تطبق على النص الأدبى عند تقويمه - بعد تحليله وتفسيره ، ثم يكون الحكم له بالجودة ، أو عليه بالرداءة .
3 - والنقد الأدبي يفيد الأديب قبل الشروع في عمله - أي قبل بدء الكتابة - إذ كلما كانت ثقافة الأديب النقدية واسعة واعية تجنب الوقوع في الأخطاء ، وكذلك يفيده بعد الانتهاء من كتابة النص ، وذلك عند مراجعته ، وتمحيصه .
4 - ولهذا فالنقد الأدبي يجمع بين روح العلم وروح الفن - فهو مع وجود أسس نقدية دقيقة لكل عنصر من عناصر العمل الأدبي إلا أنه يمتاز بالمرونة - كما يخضع لحد كبير للذوق الخاص للقارئ أو الناقد ومن هنا قالوا النقد علم يجمع بين الذاتية والموضوعية .
3- وظيفة النقد الأدبي :
للنقد الأدبي وظيفتان شاملتان للكثير من الجوانب ....
1- وظيفة جمالية فنية . 2 - وظيفة عملية .
أولاً : الوظيفة الجمالية الفنية :
وهي التي تختص بالأدب كفن من الفنون الجميلة الراقية ، فيتناوله النقد من حيث : الشكل والمضون ، وذلك بتفسير كل منهما وتحليله ، ثم الحكم له أو عليه .
أولاً : فمن حيث الشكل : وهو الذي يشمل : لغة النص ، ومفرداته ، وأسلوبه وصوره الفنية ، وجرس ألفاظه وإيقاعها .... وضع النقاد مقاييس كثيرة ودقيقة لجودة كل عنصر من عناصر الشكل :
* من شروط المفردات ( الكلمات ) :
الدقة ، الإيحاء ، السهولة ، الألفة ، الطرافة ، الشاعرية ، الاستعمال ، الإفادة ، التكرير ، استعمال حروف الصلات والاصطلاحات .
* ومن شروط جودة الأسلوب :
مقياس النحو ، الوضوح ، القوة ، المحسنات البديعية ، التلاؤم بين اللفظ والمعني ، المؤاخاة بين الألفاظ ، الطبيعية والتكلف ، وحدة النسج ، وضعف التأليف .
* ومن حيث الصور الخيالية أو الشعرية :
1 - وضعوا شروط لجودة التشبيه ، وجودة الاستعارة ، وكذلك جودة الكناية والمجاز..
2 - عرفوا أنواع التشبيهات ، ونوع الصورة الشعرية : الجزئية - الممتدة الكلية - الفسيحة .. وعناصر كل منها .
* كما عرفوا موسيقي الشعر ، وما يجب على الشاعر تجاه الجرس الصوتي للحروف والإيقاعات ، وحسن التأليف بينها ، ومراعاتها للموقف ، وعرفوا الموسيقي وأنواعها الخارجية والداخلية الظاهرة ، والداخلية الخفية - وأثرها في جمال النص ... ومصادر كل منها . كل هذا من اختصاصات وظيفة النقد الفنية الجمالية في جانب الشكل ...
ثانياً : من حيث المضون :
والمضون يشمل المعاني والأفكار ، كما يشمل العاطفة والمتعة الفنية . وقد وضع النقاد مقاييس كثيرة لجودة عناصر المضون .
مقاييس نقد المعني :
الصحة والخطأ ، الابتكار والتقليد ، الطرافة ، الوفاء بالمعني ، الدين والخلق العلم والشعر ، المقياس النفسي - المقياس الإنساني ، الشرف والخدمة ، التناقص ، الصدق والكذب ، الإحالة ، الاتباع والابتداع السطحية والعمق ، الموهبة الشعرية ، تجويد المعاني ... إلخ .
مقاييس نقد العاطفة :
نوع العاطفة ، فردية - جماعية - الصادقة والكاذبة ، قوة العاطفة وعمقها ، استمرارها في أجزاء القصيدة ، أثر العاطفة على الأسلوب والخيال .
فنون الأدب الأخرى :
أما بقية فنون الأدب فقد درس النقد مكوناتها وعناصرها الفنية، فالمقال والخطبة ، لكل منهما مقدمة وعرض وخاتمة وشروط كل ركن منها ... والقصة لما لها من عناصر فنية : الحكاية ، الأحداث ، الشخصيات ، العقدة ، الحل ، المغزى ، والمسرحية - بما فيها : من الأحداث والحوار والحركة المسرحية ، والبداية والنهاية فهناك تبعاً لذلك ناقد قصص ، وناقد مسرحي .
ثانيا: الوظيفة العملية :
ونعني بالوظيفة العملية فائدة النقد الأدبي في خدمة كل من : الأديب ، القارئ ، والحياة الأدبية .
1- خدمة النقد للأديب :
* يقدم النقد خدمات جليلة للأديب منها :
أ - دراسة أدبه ، وإبراز نواحي القوة والضعف فيه .
ب- تصحيح مساره الأدبي .
ج - إسداء النصح والتوجيه الموضوعي له .
د - رعاية موهبته الأدبية وتنميتها .
* ولهذا نعرف سبب شكوي بعض الأدباء من تجاهل النقاد لهم ، وعدم الاهتمام بإنتاجهم - حتي قال الخليل بن أحمد ( واضع علم العروض ) [ أنما أنتم - معشر الشعراء - تبع لي ، وأنا سكان السفينة ، إن قرظتكم ورضيت قولكم نفقتكم - راجع شعركم - وإلا كسدتم ] .
2- خدمة النقد للقارئ :
1 - ييسر للقارئ فهم النصوص ، وتقريبها له .
2 - التنبيه على الجيد والردئ في الأدب .
3 - يساعده على حسن الاختيار للجيد من النصوص الأدبية .
4 - تربية ملكة النقد والتذوق والحس الجمالي عند القراء .
ثالثا : خدمة النقد للحياة الأدبية :
1- الإسهام في رقي الحياة الأدبية ، وتوجيه دفة الحياة الأدبية .
2- تنمية الذوق الأدبي العام ، مما يؤدي إلي ارتفاع مكانة الأدب الجيد .
3- هو حارس أمين على الحياة الأدبية ، يتولي رعاية قيم الأمة وثوابتها ومبادئها . فيقف ضد الأدب الذي فيه تجاوز لهذه القيم ، سواء الدينية أو الأخلاقية ، أو الوطنية للأمة .
4- هو المعيار الذي تختار به شروط النصوص الأدبية المطلوبة .
5- تقويم الأعمال الأدبية عن الدراسات أو المسابقات .
نموذج تطبيقي لوظيفة النقد الفنية والجمالية :
قال أحمد شوقي في رثاء مصطفى كامل :
المشرقان عليك ينتحبـان* قاصيهما في مأتـم والدانـي
دقات قلب المرء قائله .. لـه *إن الحيـاة دقائـق وثــوان
فاحفظ لنفسك بعد موتك ذكرها* فالذكر للإنسـان عمـر ثـان
عرفنا أن النقد الأدبي يتناول دراسة النص وتحليله وتقويمه ، من حيث عناصره الأربعة : المعني ، العاطفة ، الخيال ، الأسلوب ، وفي الأبيات السابقة نجد هذا كالآتي :
1) المعني : نلاحظ أن المعني :
أ - يتسم بالوضوح ، فلا يعجز القارئ عن إدراك ما يريده الشاعر .
ب- عمق المعني وقوته ، فقد استحث القراء إلي المبادرة للعمل والجد .
2) العاطفة :
أ - أعطت الأبيات صورة كبري للدنيا بأجمعها من مشرقها إلي مغربها ، وهي في حزن ومأتم - مشاركة وجدانية لهذا الحادث المؤلم .
ب- من الصور الجزئية :
- المشرقان ينتحبان : استعارة مكنية ، تجعل الشرق والغرب شخصين يبكيان بحرقة حزناً وتأثرأً بالفجيعة .
- دقات قلب المرء قائلة : استعارة مكنية ، تجعل الدقات شخصا يقول للإنسان إن الحياة دقائق وثوان .
- الذكر عمر ثان : تشبيه للذكر بعمر ثان للإنسان .
3) الأسلوب : نلاحظ :
أ - وضوح معاني المفردات - فليس فيها ما يحتاج لمعجم ، أو ما غمض على القارئ .
ب- سلامة اللغة ، وخلوها من الخلل .
ج- دقة استخدام الكلمات ، مثل : ( المشرقان ) تثنية للتغليب والشمول .
د - التناسق اللفظي في اختيار الكلمات مثل ( دقات ) فهي أدق من غيرها مثل ( نبضات ) لا تساقها مع ( قلب ، قائلة ، دقائق ) .
ومثل التناسق بين ( ثوان ، ثان ) .
ومن ذلك دقة استخدام ( قائلة ) بصيغة اسم الفاعل لدلالة على التجدد والاستمرار . وكذلك استعمال ( له ) وما توحي به من تأنيب النفس لصاحبها .
معني البلاغة :
البلاغة مشتقة من كلمة ( بلغَ ) ، التي تعني الوصول إلي النهاية ، فهي تعني في اللغة : إيصال المعني كاملا إلي ذهن القارئ والسامع .
وإذا ربطنا بين علوم البلاغة والعناصر الأساسية للعمل الأدبي وجدنا لماذا انقسمت البلاغة إلي ثلاثة علوم - كل علم منها يختص بركن أو عنصر من عناصر الأسلوب كالآتي :
1 - علم المعاني : ويختص بعنصر المعاني والأفكار ، فهو يرشدنا إلي اختيار التركيب اللغوي المناسب للموقف ، كما يرشدنا إلي جعل الصورة اللفظية أقرب ما تكون دلالة على الفكرة التي تخطر في أذهاننا ، وهو لا يقتصر على البحث في كل جملة مفردة على حدة ، ولكنه يمد نطاق بحثه إلي علاقة كل جملة بالأخرى ، وإلي النص كله بوصفه تعبيرا متصلا عن موقف واحد ، إذ أرشدنا إلي ما يسمي : الإيجاز والإطناب ، والفصل والوصل حسبما يقتضيه الموقف .
2 - علم البيان : ويختص بعنصَريْ العاطفة والصور الخيالية معاً - لأن الخيال وليد العاطفة ، وقد سمي علم البيان لأنه يساعدنا على زيادة تبيين المعني وتوضيحه وزيادة التعبير عن العاطفة والوجدان ، باستخدام التشبيهات والاستعارات وأنواع المجازات .
3 - البديع : ويختص بعنصر الصياغة ، فهو يعمل على حسن تنسيق الكلام حتي يجيء بديعا ، من خلال حسن تنظيم الجمل والكلمات ، مستخدماً ما يسمي بالمحسنات البديعة - سواء اللفظي منها أو المعنوي .
***********
علوم البلاغة وعناصر الأسلوب
* علم المعاني : يختص بالمعاني والأفكار
* علم البيان : يختص بعنصري العاطفة والصور الخيالية .
* علم البديع : يختص بتنسيق الصياغة وتجميل الأسلوب
**********
الفروق بين النقد والبلاغة :
1 - وهذه العلوم الثلاثة للبلاغة هي علوم جمالية يستفيد منها الأديب قبل إنشاء النص ، وتنتهي مهمتها عند الانتهاء من كتابته ، فالبلاغة علم تعليمي - يعلمنا كيف نعبر عن المعاني تعبيراً محددا لها - وكيف نريد من تبيين المعني والعاطفة وكيف ننسق الأسلوب والصياغة .
2 - أما النقد الأدبي فهو علم وصفي ، فهو يتضمن أصولاً وقواعد نقدية تطبق على النص الأدبى عند تقويمه - بعد تحليله وتفسيره ، ثم يكون الحكم له بالجودة ، أو عليه بالرداءة .
3 - والنقد الأدبي يفيد الأديب قبل الشروع في عمله - أي قبل بدء الكتابة - إذ كلما كانت ثقافة الأديب النقدية واسعة واعية تجنب الوقوع في الأخطاء ، وكذلك يفيده بعد الانتهاء من كتابة النص ، وذلك عند مراجعته ، وتمحيصه .
4 - ولهذا فالنقد الأدبي يجمع بين روح العلم وروح الفن - فهو مع وجود أسس نقدية دقيقة لكل عنصر من عناصر العمل الأدبي إلا أنه يمتاز بالمرونة - كما يخضع لحد كبير للذوق الخاص للقارئ أو الناقد ومن هنا قالوا النقد علم يجمع بين الذاتية والموضوعية .
3- وظيفة النقد الأدبي :
للنقد الأدبي وظيفتان شاملتان للكثير من الجوانب ....
1- وظيفة جمالية فنية . 2 - وظيفة عملية .
أولاً : الوظيفة الجمالية الفنية :
وهي التي تختص بالأدب كفن من الفنون الجميلة الراقية ، فيتناوله النقد من حيث : الشكل والمضون ، وذلك بتفسير كل منهما وتحليله ، ثم الحكم له أو عليه .
أولاً : فمن حيث الشكل : وهو الذي يشمل : لغة النص ، ومفرداته ، وأسلوبه وصوره الفنية ، وجرس ألفاظه وإيقاعها .... وضع النقاد مقاييس كثيرة ودقيقة لجودة كل عنصر من عناصر الشكل :
* من شروط المفردات ( الكلمات ) :
الدقة ، الإيحاء ، السهولة ، الألفة ، الطرافة ، الشاعرية ، الاستعمال ، الإفادة ، التكرير ، استعمال حروف الصلات والاصطلاحات .
* ومن شروط جودة الأسلوب :
مقياس النحو ، الوضوح ، القوة ، المحسنات البديعية ، التلاؤم بين اللفظ والمعني ، المؤاخاة بين الألفاظ ، الطبيعية والتكلف ، وحدة النسج ، وضعف التأليف .
* ومن حيث الصور الخيالية أو الشعرية :
1 - وضعوا شروط لجودة التشبيه ، وجودة الاستعارة ، وكذلك جودة الكناية والمجاز..
2 - عرفوا أنواع التشبيهات ، ونوع الصورة الشعرية : الجزئية - الممتدة الكلية - الفسيحة .. وعناصر كل منها .
* كما عرفوا موسيقي الشعر ، وما يجب على الشاعر تجاه الجرس الصوتي للحروف والإيقاعات ، وحسن التأليف بينها ، ومراعاتها للموقف ، وعرفوا الموسيقي وأنواعها الخارجية والداخلية الظاهرة ، والداخلية الخفية - وأثرها في جمال النص ... ومصادر كل منها . كل هذا من اختصاصات وظيفة النقد الفنية الجمالية في جانب الشكل ...
ثانياً : من حيث المضون :
والمضون يشمل المعاني والأفكار ، كما يشمل العاطفة والمتعة الفنية . وقد وضع النقاد مقاييس كثيرة لجودة عناصر المضون .
مقاييس نقد المعني :
الصحة والخطأ ، الابتكار والتقليد ، الطرافة ، الوفاء بالمعني ، الدين والخلق العلم والشعر ، المقياس النفسي - المقياس الإنساني ، الشرف والخدمة ، التناقص ، الصدق والكذب ، الإحالة ، الاتباع والابتداع السطحية والعمق ، الموهبة الشعرية ، تجويد المعاني ... إلخ .
مقاييس نقد العاطفة :
نوع العاطفة ، فردية - جماعية - الصادقة والكاذبة ، قوة العاطفة وعمقها ، استمرارها في أجزاء القصيدة ، أثر العاطفة على الأسلوب والخيال .
فنون الأدب الأخرى :
أما بقية فنون الأدب فقد درس النقد مكوناتها وعناصرها الفنية، فالمقال والخطبة ، لكل منهما مقدمة وعرض وخاتمة وشروط كل ركن منها ... والقصة لما لها من عناصر فنية : الحكاية ، الأحداث ، الشخصيات ، العقدة ، الحل ، المغزى ، والمسرحية - بما فيها : من الأحداث والحوار والحركة المسرحية ، والبداية والنهاية فهناك تبعاً لذلك ناقد قصص ، وناقد مسرحي .
ثانيا: الوظيفة العملية :
ونعني بالوظيفة العملية فائدة النقد الأدبي في خدمة كل من : الأديب ، القارئ ، والحياة الأدبية .
1- خدمة النقد للأديب :
* يقدم النقد خدمات جليلة للأديب منها :
أ - دراسة أدبه ، وإبراز نواحي القوة والضعف فيه .
ب- تصحيح مساره الأدبي .
ج - إسداء النصح والتوجيه الموضوعي له .
د - رعاية موهبته الأدبية وتنميتها .
* ولهذا نعرف سبب شكوي بعض الأدباء من تجاهل النقاد لهم ، وعدم الاهتمام بإنتاجهم - حتي قال الخليل بن أحمد ( واضع علم العروض ) [ أنما أنتم - معشر الشعراء - تبع لي ، وأنا سكان السفينة ، إن قرظتكم ورضيت قولكم نفقتكم - راجع شعركم - وإلا كسدتم ] .
2- خدمة النقد للقارئ :
1 - ييسر للقارئ فهم النصوص ، وتقريبها له .
2 - التنبيه على الجيد والردئ في الأدب .
3 - يساعده على حسن الاختيار للجيد من النصوص الأدبية .
4 - تربية ملكة النقد والتذوق والحس الجمالي عند القراء .
ثالثا : خدمة النقد للحياة الأدبية :
1- الإسهام في رقي الحياة الأدبية ، وتوجيه دفة الحياة الأدبية .
2- تنمية الذوق الأدبي العام ، مما يؤدي إلي ارتفاع مكانة الأدب الجيد .
3- هو حارس أمين على الحياة الأدبية ، يتولي رعاية قيم الأمة وثوابتها ومبادئها . فيقف ضد الأدب الذي فيه تجاوز لهذه القيم ، سواء الدينية أو الأخلاقية ، أو الوطنية للأمة .
4- هو المعيار الذي تختار به شروط النصوص الأدبية المطلوبة .
5- تقويم الأعمال الأدبية عن الدراسات أو المسابقات .
نموذج تطبيقي لوظيفة النقد الفنية والجمالية :
قال أحمد شوقي في رثاء مصطفى كامل :
المشرقان عليك ينتحبـان* قاصيهما في مأتـم والدانـي
دقات قلب المرء قائله .. لـه *إن الحيـاة دقائـق وثــوان
فاحفظ لنفسك بعد موتك ذكرها* فالذكر للإنسـان عمـر ثـان
عرفنا أن النقد الأدبي يتناول دراسة النص وتحليله وتقويمه ، من حيث عناصره الأربعة : المعني ، العاطفة ، الخيال ، الأسلوب ، وفي الأبيات السابقة نجد هذا كالآتي :
1) المعني : نلاحظ أن المعني :
أ - يتسم بالوضوح ، فلا يعجز القارئ عن إدراك ما يريده الشاعر .
ب- عمق المعني وقوته ، فقد استحث القراء إلي المبادرة للعمل والجد .
2) العاطفة :
أ - أعطت الأبيات صورة كبري للدنيا بأجمعها من مشرقها إلي مغربها ، وهي في حزن ومأتم - مشاركة وجدانية لهذا الحادث المؤلم .
ب- من الصور الجزئية :
- المشرقان ينتحبان : استعارة مكنية ، تجعل الشرق والغرب شخصين يبكيان بحرقة حزناً وتأثرأً بالفجيعة .
- دقات قلب المرء قائلة : استعارة مكنية ، تجعل الدقات شخصا يقول للإنسان إن الحياة دقائق وثوان .
- الذكر عمر ثان : تشبيه للذكر بعمر ثان للإنسان .
3) الأسلوب : نلاحظ :
أ - وضوح معاني المفردات - فليس فيها ما يحتاج لمعجم ، أو ما غمض على القارئ .
ب- سلامة اللغة ، وخلوها من الخلل .
ج- دقة استخدام الكلمات ، مثل : ( المشرقان ) تثنية للتغليب والشمول .
د - التناسق اللفظي في اختيار الكلمات مثل ( دقات ) فهي أدق من غيرها مثل ( نبضات ) لا تساقها مع ( قلب ، قائلة ، دقائق ) .
ومثل التناسق بين ( ثوان ، ثان ) .
ومن ذلك دقة استخدام ( قائلة ) بصيغة اسم الفاعل لدلالة على التجدد والاستمرار . وكذلك استعمال ( له ) وما توحي به من تأنيب النفس لصاحبها .
عدل سابقا من قبل د. محمد بكر سلمي في الأربعاء فبراير 16, 2011 2:32 am عدل 1 مرات