من فنون الشعر والتاريخ والغناء :
كتاب الأغاني
لأبي الفرج الأصفهاني
اشتهر كتاب الأغانى للأصفهانى بأنه أشهر دواوين الادب العربي وأضخمها وأجلها وأقدمها، ضربت في جودة تأليفه الامثال ، وموضوعه وسبب تسميته بالأغانى هو الحديث عن الشعر العربي الذي غناه المغنون، منذ بدء الغناء العربي وحتى عصره، مع نسبة كل شعر الى صاحبه، وذكر نبذ من طرائف أخباره وتسمية واضع اللحن، وطرق الايقاع والاصبع الذي ينسب اليه ولون الطريقة، ونوع الصوت وكل ما يتصل بذلك، ثم ميز مائة صوت كانت قد جمعت لهارون الرشيد وعرفت بالمائة المختارة، وافتتح كتابه بالكلام عنها وعن ثلاث أغان اختيرت من المائة، وذكر من سبقه إلى التأليف في الأغاني، كيحيى المكي وإسحق الموصلي ودنانير وبذل، وترجم فيه ل(426) علماً من أعلام الشعر والغناء ،ألفه أبو الفرج الاصفهاني ( 284 ه- ـ 356 ه )، واهداه لسيف الدولة الحمداني، وعكف على تأليفه زهاء خمسون عاما، واعطاه سيف الدولة لقاء ذلك ألف دينار، فلما سمع ابن عباد بذلك قال (لقد قصر سيف الدولة، وانه ليستحق أضعاف اضعافها، إذ كان مشحونا بالمحاسن المنتخبة، والفقر الغريبة، فهو للزاهد فكاهة، وللعالم مادة وزيادة ،وللكاتب المتأدب بضاعة وتجارة،وللبطل رجلة وشجاعة، وللمتظرف رياضة وصناعة، وللملك طيبة ولذاذة، ولقد اشتملت خزانتي على مائة ألف وسبعة عشر ألف مجلد، ما فيها سميري غيره، ولقد عنيت بامتحانه في أخبار العرب وغيرهم فوجدت جميع ما يعز عن أسماع من قرف بذلك قد روته العلماء في كتبهم، ففاز بالسبق في جمعه وحسن رصفه وتأليفه، ولقد كان عضد الدولة لا يفارقه في سفره ولا في حضره ، ولقد بعت مسودته بسوق بغداد بأربعة آلاف درهم ).
قال ابن خلدون: كتاب الأغاني ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الأحوال، ولا يعول به على كتاب في ذلك فيما نعلمه، فهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها، وأنى له بها،و قال صاحب كشف الظنون عنه كتاب لم يؤلف مثله اتفاقاً0