دوح الأدب و النقد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دوح الأدب و النقد

دوح الأدب و النقد


2 مشترك

    [size=18]قصة قصيرة[/size]

    د. محمد بكر سلمي
    د. محمد بكر سلمي
    المديرالعام


    عدد المساهمات : 91
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    [size=18]قصة قصيرة[/size] Empty [size=18]قصة قصيرة[/size]

    مُساهمة  د. محمد بكر سلمي الإثنين أكتوبر 26, 2009 3:15 pm

    قصـــة قصيـــرة
    جمانة الفلسطينية وسلمى اليبوسية
    بقلم الدكتور/ محمد بكر محمد سلمي
    فرح عظيم وسعادة غامرة تلك التي تُحسُّ بها جمانة عندما تجلس خلف بيتها في ظل الصخرة الكبيرة المستندة إلى سفح الجبل وهي تنظر إلى أشجار الزيتون ، وقد تغفو قليلاً ثم تصحو قريرة العين مرتاحة البال .
    اعتادت جمانة أن تأوي إلى هذه الصخرة كلما شعرت بالتعب أو احتاجت إلى التأمل في فضاء المزرعة خلف جدار الفصل العنصري ، فترى أشجار الزيتون الشامخة بخضرتها طول العام ، وكأنها تقاوم الاحتلال .
    وفي يوم من أيام فصل الربيع أحضرت جمانة معها بعض شتلات الورود وزرعتها بجوار الصخرة ، فأصبح المكان حولها كأنه مجلس ملوكي تتربع جمانة على العرش فيه .
    مغمورة بالسعادة المعهودة نامت جمانة ظهر ذلك اليوم فزارتها فتاة في مثل سنها .
    ــ كيف حالك يا جمانة .
    ــ بخير ، الحمد لله ، من أنت ياكحيلة العين ؟
    ــ أنا سلمى اليبوسية ، جئت أشكرك على هذه الورود الجميلة .
    ــ من أين أتيت ؟
    ــ من خلف هذه الصخرة حيث أعيش مع أهلي في هذه المدينة الجميلة : أور سالم

    ــ إنها مدينة القدس .
    ــ نعم إنها قدسية مباركة .
    دخلت جمانة مع سلمى إلى بيتها خلف الصخرة ، فمشيتا في ممرٍ طويل كأنه يخترق الجبل حتى وصلتا إلى غرف منحوتة في الصخر ، ورأت جمانة أم سلمى في فناء البيت وهي تدير بيدها عصا الرحى فتحول القمح إلى دقيق .
    وعندما اقتربت جمانة من أم سلمى وجدتها تشبه جدتها ، فأوشكت أن تناديها جدة فاطمة ، لولا أن فاجأها صوت سلمى تنادي :
    ــ جمانة أقبلي .
    أسرعتُ إليها ، فإذا هي تجلس على مقعد من الرخام وتشير لي أن أجلس على مقعد آخر أمامها ، إنه مجلس يشبه مجلسي خلف الجبل ، وناولتني إبريقاً من الفخار الأبيض ، وقبل أن أشرب من الإبريق سألتها عن هذا المكان الجميل التي تجلس فيه فقالت :
    ــ أحب أن أجلس هنا لأن هذا المكان يشرف على ذلك الوادي الذي دارت فيه المعركة التي انتصر فيها أجدادي علي العبيرو ، فقتلوهم وأخرجوهم من البلاد .
    وشملتني غبطة عظيمة وسعادة لاتوصف ، وأردت أن أسألها عن هؤلاء العبيرو ، هل هم اليهود ؟ فشعرت أنني أمام حقيقتين تاريخيتين بينهما زمن بعيد وفي هذه اللحظة تحرك حجر صغير تحت قدمي ، فقبضت على الإبريق جيداً وشربت منه ، ولم أكد أنتهي من شربتي هذه حتى صحوت من نومي وطعم العسل اليبوسي لا يزال في فمي .
    د. محمد بكر سلمي
    avatar
    أميمة رضوان الاسطل


    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 25/04/2011

    [size=18]قصة قصيرة[/size] Empty رد: [size=18]قصة قصيرة[/size]

    مُساهمة  أميمة رضوان الاسطل الجمعة أبريل 29, 2011 6:22 pm

    قصة جميلة تضم الكثير من الفوائد
    الله يبارك فيك يا دكتورنا
    د. محمد بكر سلمي
    د. محمد بكر سلمي
    المديرالعام


    عدد المساهمات : 91
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    [size=18]قصة قصيرة[/size] Empty رد: [size=18]قصة قصيرة[/size]

    مُساهمة  د. محمد بكر سلمي الجمعة أبريل 29, 2011 7:16 pm


    [color=blue]
    الأدب شعره ونثره يحمل رؤية الأديب وفكره بالإضافة إلى الإبداع الفني واللغوي والخيال

    وهذا ما نؤكد عليه في المقاربات النقدية والاستشرافية ، فأرجو أن تفيدي من كل ذلك ...

    شكراً لك على وقوفك على مشارف النص .
    [/color]

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 12:26 am